إن المغرب على موعد مع ثلاثة استحقاقات انتخابية برسم سنة 2021، وهي الانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية، علماً بأن معدلات المشاركة الآخذة أصلاً في التراجع على نحو غير مسبوق مرشحة هذه المرة للانخفاض أكثر في ظل الجائحة الحالية. للإشارة فإن هذا العزوف المزمن عن المشاركة السياسية مرده سلسلة من العوامل، منها الخصاص في المعلومات المتاحة، وهو الخصاص الذي ينعكس على مستويين: فمن جهة نجد أنه يحد من قدرة الأحزاب على التجاوب مع مطالب المواطنين وعلى التواصل الفعال بشأن عرضهم السياسي؛ ومن جهة أخرى نجد أن المواطنين، بفعل افتقارهم للمعلومات ذات الصلة، لا يبالون إلاَّ لماماً بالاستحقاقات الانتخابية.
الارتقاء بالمشاركة السياسية
في إطار التزام جمعية «طفرة» بتوطيد ركائز دولة الحق والقانون في المغرب عن طريق التنزيل الديمقراطي للدستور، موجِّهةً في ذلك اهتمامها على وجه الخصوص لمسألة تفعيل قانون الحق في الحصول على المعلومات، فإن جمعيتنا تقترح المساهمة في الارتقاء بالمشاركة السياسية خلال الانتخابات المقبلة، وذلك من خلال تزويد الأحزاب السياسية وجمهور المواطنين بمعلومات ذات جودة مضمونة حول العروض السياسية المقترحة والمطالب السياسية المعبر عنها.
في هذا الصدد فإن جمعية «طفرة»، من خلال مشروعها “انتخابات 2021“، تقترح على الأحزاب السياسية عدداً من الوسائل التي تخول لها ملامسة تطلعات الناخبين، كما تقدم للناخبين معلومات دقيقة حول المرشحين الراغبين في الظفر بأصواتهم. وترتكز هذه المقاربة في مرحلة أولية على جمع المعطيات الانتخابية، قبل الانتقال في مرحلة ثانية إلى تحليل هذه المعطيات.
خلال فترة ما قبل الانتخابات، سوف ينصب العمل على جمع المعطيات المتعلقة بالمرشحين المتنافسين وبالمعدات المسخرة لأغراض الحملة الانتخابية، وذلك بهدف نشرها على منصة إلكترونية محايدة مفتوحة أمام عموم المواطنين، بما يمثل بالنسبة للأحزاب السياسية وسيلة يمكن الاستفادة منها خلال الحملة وأثناء عملية التواصل مع الجمهور. ولعل هذه الوسيلة بمثابة بديل ضروري نظراً لانعقاد الانتخابات المقبلة في أجواء الجائحة التي ستُصعب لا محالة عملية التبادل الحي والمباشر للمعلومات المرتبطة بالانتخابات. ناهيك عن أن المغاربة – وخاصةً منهم الشباب، الذين يمثلون خزاناً وازناً من الأصوات – يُقبلون على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بكثافة على اعتبار أنها موردهم الرئيسي من المعلومات والمستجدات.
أمَّا بعد انقضاء فترة الاقتراع، فإن التحدي سيتجلى في استجماع المحاضر الانتخابية المستقاة داخل مكاتب التصويت من طرف ممثلي المرشحين عن مختلف الأحزاب السياسية يوم الاقتراع من أجل تحصيل المعطيات المتعلقة بالنتائج المسجلة على مستوى مكاتب التصويت حتى تستفيد منها الأحزاب السياسية.
ثم بعد انتهاء الانتخابات، ستعكف «طفرة» على تحليل هذه المعطيات الانتخابية بهدف الوقوف على أبرز الاتجاهات التي أسفر عنها الاقتراع وتعميمها على الجمهور، وهو العمل الذي سبق للجمعية إنجازه في مناسبة سابقة حيث تكلل بإصدار خاص بعنوان المغرب يصوت: الانتخابات التشريعية بالأرقام (1963-2011).
الاتحاد الاشتراكي يؤكد مشاركته
إن نجاح هذا المشروع يقتضي تعاوناً وثيقاً مع الأحزاب السياسية، لذلك فإن جمعية «طفرة» قد بادرت منذ نونبر 2020 بالتواصل مع التنظيمات الحزبية الرئيسية من أجل إطلاعها على مغزى وأهداف مشروع “انتخابات 2021″، حيث عقدت عدداً من اللقاءات المشجعة جداً والمُثرية والتي بدأت فعلاً بإعطاء ثمارها:
في يوم الأربعاء 3 فبراير 2021، قام كل من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وجمعية «طفرة» بالتوقيع على اتفاقية تعاون تهم انتخابات 2021، حيث تمت مراسم التوقيع بالمقر الوطني للحزب بالرباط بحضور الكاتب الأول للحزب، السيد إدريس لشكر، ورئيس جمعية «طفرة»، السيد كريم الحجاجي.
ويكون بذلك حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو الحزب الأول الذي ينخرط إلى جانب «طفرة» في هذا المشروع الرامي إلى تجويد المشاركة السياسية ومن ثم تعزيز دور المؤسسات بالمغرب.



