فيديو

عزرا سليمان – ما هي البيروقراطية؟

أستاذ العلوم السياسية في جامعة برينستون ، مواضيع عزرا سليمان المفضلة هي البيروقراطية المقارنة ، وصنع السياسات والقيادة. وهو مؤلف العديد من الأعمال المكرسة لهذه الأسئلة ، وهو يشرح ما هي البيروقراطية التي تدافع عن مصالحها الخاصة ، لتكون في خدمة السياسيين.

ما هي البيروقراطية؟

دائما ما نسيء فهم البيروقراطية لأننا لا ندرك أنها واحدة من المؤسسات السياسية الأكثر أهمية إلى جانب السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. فالسلطة التنفيذية تقرر والسلطة القضائية تصدر الأحكام، فيما تنفذ البيروقراطية القرارات التي تتخذها السلطة التنفيذية.

كيف يتعايش البيروقراطيون والساسة؟

في الدول الديمقراطية عامة، تتأرجح العلاقة بين العداوة والتواطؤ. وعادة ما تقتصر مهمة البيروقراطية على تنفيذ القرارات التي يتخذها الساسة، لكنها قد تتجاوز ذلك لتلعب دوراً غاية في الأهمية: فبالموازاة مع تنفيذ القرارات، يؤثر البيروقراطيون على السياسات التي سيتبناها السياسيون، حيث إن البيروقراطيين يقدمون لهم المشورة والبدائل ويدُلُّونهم على ما هو ممكن وما هو غير ممكن. لكن يجب الانتباه إلى أن البيروقراطيين يفتقرون إلى الشرعية التي تخول لهم اتخاذ القرار، وأن الحكومة في الدول الديمقراطية تتمتع بهذه الشرعية التي يمنحها لها الاقتراع العام، إلا أن هذا لا يعني أن البيروقراطية ليس لها تأثير وازن في بعض الأحيان على المسؤولين الحكوميين في بلداننا.

أما في الأنظمة الاستبدادية، فيتم طبعاً تسييس الأجهزة البيروقراطية بشكل كبير لخدمة الملوك أو الحكومات التي يصعب القول بأنها مُنتخَبة حقاً، وبالتالي لا يمكن اعتبارها خبيرة في الموضوع، في حين يكون البيروقراطيون في الأنظمة الديمقراطية مكونين تكويناً جيداً، حتى أنهم يملكون مدارس متخصصة في هذا الشأن.

ويتألف البيروقراطيون عموماً من خبراء في الميدان لأن كل ما يقومون به يتعلق بالبيروقراطية وتسيير الشأن الإداري. و بخلاف الوزير الذي يتنقل بين مختلف الملفات، هم خبراء في ميادين جد محددة ولذلك يجد السياسيون أنفسهم مضطرين للإنصات إليهم، ما يجعلهم يؤثرون نوعاً ما في المسؤولين الحكوميين، وذلك بواسطة خبراتهم.

ما هي التحديات الرئيسية التي تقف عائقاً أمام السير الجيد للبيروقراطية؟

أعتقد أن التحدي الأول يكمن في اضطلاعهم أحياناً بصلاحيات السلطة التنفيذية، وذلك من خلال استخدام خبراتهم مثلاً لعرقلة أمر قد أعلن الوزير نيته القيام به، وذلك لأنه لا يتماشى مع مصالحهم البيروقراطية الخاصة ولأنهم يرغبون في توسيع نطاق اختصاصاتهم. ومع انشغال الوزراء وعدم قدرتهم على مراقبة كل ما يدور حولهم، فإن هذا يعني أن هؤلاء يتمتعون بالصلاحيات التي تخول لهم في كثير من الحالات أن ينوبوا عن السياسيين وهو ما لا يتماشى مع مبادئ الديمقراطية نظراً لأنهم ليسوا منتخَبين.

إن دورهم الفعلي يتمثل في تنفيذ القرارات، لكنهم يتمتعون بهامش لا يستهان به من الحرية فيما يتعلق بتنفيذ هذه القرارات، أو السهو عن تنفيذها، وهو ما يعد سلطة بالغة الأهمية. وبالتالي، لا يجب أن يغيب عن أذهاننا أن البيروقراطي كائن موجود وليست لديه أي وظيفة أخرى، فيما تكون لدى الوزير العديد من المهام، فهو عضو في حزب وعضو في الحكومة، ويكون في كثير من الأحيان عضواً في البرلمان، أي أن لديه عدداً كبيراً من المهام التي يتعين عليه القيام بها. لذلك نرى في بعض الدول أن هناك ديواناً خاصاً يتابع عمل الحكومة وسير البيروقراطية.